
الرئيس التونسي المؤقت للموقع المغربي "لكم" : المرتزقة في ليبيا كانوا موجهين لإجهاض الثورة التونسية ولكن...!
أؤيد نظاما يجمع بين مزايا النظامين
الرئاسي و البرلماني
الخلافات بين المغرب و الجزائر تعطّل وحدة المغربالعربي
في حديث للموقع المغربي " لكم " تحدث الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع عن المخاطر الخارجية المحدقة بالثورة التونسية قائلا: " كنا نخشى على الثورة أكثر من قبل النظام الليبي قبل أن تندلع الثورة الليبية، فتصريحات العقيد الليبي معمر القذافي كانت واضحة، بل ونعتقد أن عصابات المرتزقة التي تحارب اليوم إلى جانب القذافي، كان قد استقدمها إلى ليبيا من أجل توجيهها لإجهاض الثورة التونسية، لولا أن الإخوة في بنغازي انتبهوا للأمر وأطلقوا ثورتهم".وأضاف المبزع الذي كان يتحدث إلى صحفيين عرب وأوروبيين بالقصر الجمهوري بتونس، "إن الخطر الليبي ما زال قائما، رغم كل الترتيبات الأمنية التي قمنا بها، ما زلنا نضبط يوميا متسللين من هذه العصابات التي يوجهها القذافي ضدنا عبر الحدود التونسية الليبية". .من جهة أخرى قال المبزع :" إن ما يعطل قيام وحدة المغرب العربي هي الخلافات القائمة بين المغرب والجزائر، معتبرا أن فشل قيام هذا الاتحاد يشكل غصة في حلق كل مغاربي، قبل أن ينحي باللائمة على جيل الاستقلال الذي ينتمي هو نفسه إليه قائلا: "التاريخ سيكون قاسيا علينا، لأننا أضعنا الكثير من الفرص لبناء وحدة بلداننا على غرار ما حصل في أوروبا، بل إن دول الخليج التي بنت اتحادها بعدنا نجحت في ذلك". وقال المبزع إن قرار قيام الاتحاد المغاربي هو بيد رؤساء دوله، موضحا أن تونس كانت دائما تربطها علاقات متميزة مع دول المنطقة، لكن الأمر كما قال ، لا يتعلق بإرادة دولة واحدة وإنما بالتفاهم بين رؤساء الدول الخمس المكونة لهذا الاتحاد.وفي تصوره لمستقبل نظام بلاده بعد الثورة، قال المبزع الذي تعهد بأن لا يترشح لأي منصب في بلاده، بأنه يتمنى أن يكون هذا النظام يجمع بين حسنات النظامين الرئاسي والبرلماني في نفس الوقت. معتبرا أن النظام البرلماني له عيوبه كما اتضح من التجربة الإيطالية، كما أن النظام الرئاسي يحمل في طياته مخاوف العودة بالبلاد إلى الدكتاتورية. واعتبر أن الأفضل هو المزج بين النظامين مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الدول التي سبقت تونس في هذا المجال وذلك من خلال إرساء نظام رئاسي يخضع للمراقبة البرلمانية.وتحدث المبزع عن تدبير المرحلة الانتقالية التي تمر منها تونس، وقال إنه يتمنى أن يكون النموذج الذي يحتذي به التونسيون في التعامل مع تركة الماضي مستنبط من التجربة الإسبانية التي أبدى إعجابه بها، مبديا تفاؤله بمستقبل تونس رغم صعوبات المرحلة الانتقالية التي تمر بها. واعتبر المبزع أن الانتخابات المقبلة في تونس لا يجب أن ينظر إليها على أنها غاية في حد ذاتها، وإنما يجب التعامل معها كبداية لبناء المستقبل.